بدأ استخدام التقويم في الصين منذ حوالي أربعة آلاف عام. وتُثبت صفحة من تقويم عظام الأوراكل المكتشفة في عهد أسرة شانغ أن التقويم في ذلك العصر كان قد وصل إلى مستوى عالٍ من التطور، وتُعد هذه الصفحة أقدم تقويم مادي في العالم، وهي تُعرف أيضًا باسم التقويم اليومي.

قصيدة من الشعر الصيني: "لا أيام في الجبال، ولا أعرف متى ينتهي الشتاء." ربما كانت "الأيام" أول تقويم مكتبي. في عهد أسرة تانغ، كان المسؤولون عن التاريخ يقطعون الورق يوميًا، ثم يربطونه في مجلدات، كل شهر مجلد. وفي كل صفحة، يكتبون الشهر واليوم، مع ترك مساحة فارغة لكتابة أقوال وأفعال الإمبراطور من قبل الخادمين، وهذا ما يُعرف بـ"الأيام". وفي نهاية كل شهر، يُعرض "الأيام" على الإمبراطور للمراجعة، ثم يُخزن من قبل المسؤولين عن التاريخ لاستخدامه في كتابة "تاريخ الدولة". وبسبب وظيفته في تسجيل الأحداث، قام العديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين بتقليده.

التطور المبكر

وفقًا للسجلات التاريخية، ففي حوالي عام 805 ميلادي، خلال عهد الإمبراطور شونغ زونغ من أسرة تانغ، كان القصر الإمبراطوري يستخدم بالفعل التقويم. كان التقويم يُعرف أيضًا باسم "التقويم الإمبراطوري"، ولم يكن يسجل فقط التاريخ، بل كان أيضًا مصدرًا مهمًا لكتابة تاريخ الدولة. كان التقويم يشبه إلى حد ما كتابًا، مقسمًا إلى 12 مجلدًا، كل مجلد لشهر، وعدد صفحاته يتوافق مع عدد أيام الشهر، مع كتابة الشهر واليوم على كل صفحة. ثم يُسلم إلى الخادمين الذين يخدمون الإمبراطور، لكتابة أقوال وأفعال الإمبراطور يوميًا في المساحات الفارغة، ثم يُقدم إلى الإمبراطور للموافقة في نهاية كل شهر، قبل أن يُرسل إلى المسؤولين عن التاريخ، الذين يجمعون محتوى التقويم مع الأحداث المهمة التي وقعت في البلاط وفي جميع أنحاء البلاد، ثم يُعدّلونها ويُحسّنونها قبل تسجيلها في تاريخ الدولة.

بعد ذلك، نظرًا لما يوفره التقويم من راحة في الحياة، بدأ استخدامه تدريجيًا في منازل العديد من المسؤولين الحكوميين، حيث تم تعديله وتكييفه ليكون تقويمًا خاصًا بكل عائلة. ومع انتشار التقويم بين عامة الناس، بدأ الناس بطباعة فروع السنين والأشهر، والفصول، والأيام الميمونة على التقويم، مع ترك مساحة كبيرة لكتابة الملاحظات.

أما بالنسبة لتطور التقويم إلى أشكال مختلفة مثل التقويم المعلق والتقويم المكتبي، فهذا حدث في القرن الماضي فقط. وقد تطورت نماذج التقويم المكتبي من التصاميم البسيطة إلى العديد من الأنواع المختلفة، وذلك بفضل التطور الاقتصادي في السنوات الأخيرة، وانتشار الإنترنت، وتبادل الثقافات المختلفة، وقد أصبح التقويم المكتبي أصغر وأكثر دقة.